شعار الموقع
الناقورة اللبنانية تقع على أنقى شاطئ
مجلة أسفار السياحية الالكترونية 2017-11-01
عدد القراءات « 2196 »

 

عبدالله ذبيان - بيروت: الكثيرون لا يعرفون «خط النقل السياحي العربي» قبل نكبة فلسطين عام 1948، فالأخير كان يمر عبر مدن جدة والكويت وبغداد وعمّان ودمشق وبيروت والقدس ورام الله ونابلس وعكا وحيفا وغزة والقاهرة... ومن لبنان كانت بلدة لبنانية جميلة تشكّل نقطة الالتقاء بين لبنان وفلسطين هي الناقورة في أقصى جنوب لبنان. واليوم، إذا كنت تنشد منطقة جميلة وادعة بحيث يلامس الجبل الشاطئ، وتريد مياهاً نظيفة بعيدة عن تلوث البحر في لبنان، فما عليك سوى أن تتوجه إلى تخوم فلسطين المحتلة حيث تقع بلدة الناقورة البعيدة عن الصخب، والتي تشكل نموذجاً بيئياً قلّ نظيره على طول الشاطئ اللبناني الذي يمتد على مساحة 246 كلم. في الناقورة تقع على صخور مميزة، نحتتها العوامل الطبيعية من رياح وأمواج على مدى عقود زمنية طويلة، فضلاً عن شبه مغاور نحتت في الصخور بسبب تأثير أمواج البحر عليها، ما أدى إلى تكوين النواقير داخل الجبال المحاذية للساحل، مثل المغارة التي أُطلق عليها اسم «مغارة الأنين». تعتبر منطقة الناقورة بداية لمنطقة جبلية مُدرّجة ترتفع كلما اتجهنا شمالاً حتى مدينة صور، ما جعل أهل جنوب لبنان يطلقون اسم «الجبل المُشقح» على الجبل الممتد شمالاً والذي يُطلق عليه لقب «سُلم صور».والناقورة مكان مناسب للغوص النظيف والنقي تحت الماء. وغالباً ما ينصح نقيب الغواصين المحترفين العالمي محمد السارجي وأيضاً الناشط البيئي في المركز اللبناني للغوص يوسف الجندي باعتماد شاطئ منطقة الناقورة وبحرها للغوص والسباحة واكتشاف الأعماق. وشاطئ الناقورة الذي يعتبر من أجمل شطآن لبنان وأنظفها، والذي ينتظر إعلانه مسبحاً شعبياً، يشكل مقصداً لمن يرغب في الهجوع إلى الهدوء بعيداً عن الجلبة. وهنا تجد شاطئاً صخرياً تتخلله بعض المساحات الرملية، حيث يحلو التنزه والصيد والسباحة في آن. يضاف إلى ذلك أن جهوداً تبذل لإعلان شاطئ الناقورة محمية طبيعية، إذ يمثل منطقة غنية بالتنوع البيولوجي سواء على مستوى الثروة السمكية والكائنات البحرية، أو على مستوى الحياة البرية، حيث يعتبر مصدر غنى وتنوع حيويين. وشاطئ الناقورة هو عنصر جذب سياحي، تماماً كما هو الحال في محمية صور الطبيعية. ويؤمه طلاب مدارس المنطقة وتلامذتها، فضلاً عن الباحثين والمهتمّين في الشأن البيئي، والبعثات الأجنبية التي تزور المنطقة من وقت إلى آخر.

 

سفينة نوح!

في تلة البياضة المشرفة من علٍ على شاطئ الناقورة، اقتبس محمد سرور قصة النبي نوح التي داعبت خياله مطولاً قبل أن تبصر النور على شكل مشروع سياحي فريد من نوعه في لبنان والعالم العربي في منطقة البياضة عند مرتفعات الناقورة، وهي منطقة وارفة بالمشاريع السياحية الناهضة. وسفينة نوح تسلب النظر بضخامتها ودقة البناء فيها، ما جعلها مقصداً للبنانيين والسياح العرب والأجانب وعناصر «اليونيفل» الأجانب العاملين في جنوب لبنان. وتضم السفينة المذكورة مطعماً وتراسات علوية وسفلية وأبراجاً تكشف جمال المنطقة. وهي مقسمة بطريقة ترضي كل الأذواق بين مساحة واسعة لألعاب الأطفال (500 متر مربع)، وتراس عائلي مشرف على الحديقة الخارجية، وصالة داخلية زجاجية، وتراس رأس السفينة، والتراس العلوي. وخصص منفّذ السفينة المميزة برجاً خاصاً في أعلاها أُطلق عليه اسم برج «السلفي» الذي يعلو أكثر من أية نقطة أخرى على متن السفينة ليتيح التقاط الصور الأخاذة التي تكشف البحر والطبيعة وصولاً إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي جعبة سرور الكثير، وهو يطمح إذا ما توافر الدعم المطلوب من قبل الجهات المعنية، بتطوير مشروع عبر إضافة عنصري المياه والإضاءة، سيما أن موقع السفينة يضفي عليها طابعاً جمالياً. ومن هنا فإن مشروعاً كهذا على بعد أمتار من الحدود الفلسطينية يستأهل رفداً من قبل الوزارات اللبنانية، بخاصة لما يلعبه من دور سياحي في منطقة بعيدة عن العاصمة وفي أقصى جنوب لبنان.

 

سياحة في قاع البحر

إثر انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من معظم الأراضي اللبنانية عام 2000، اكتشف صيادو الأسماك بالتعاون مع نقابة الغواصين المحترفين في لبنان التي يرأسها الغطاس العالمي الذائع الصيت محمد السارجي طائرة حربية إنكليزية غارقة في بحر الناقورة منذ ما يزيد عن 60 عاماً، على عمق 13 متراً مقابل منطقة البياضة. وسرعان ما أصبح مكان هذه الطائرة مكاناً يرتاده محبو سياحة الغوص، حيث تشكل حولها منطقة حيوية باتت ملاذاً للأسماك والحيوانات والنباتات البحرية. ويبعُد مكان استقرار الطائرة الحربية الغارقة عن شاطئ الناقورة مسافة تقارب 300 متر، وهي صغيرة من حيث الحجم وتعمل بمحرك أمامي ضخم ذي مروحة ثلاثية الشفرات، ولا تتسع سوى لشخصين على الأكثر. أما القسم الأمامي منها، فيضم المحرك الضخم، وهو إنكليزي من صنع شركة «رولز رويس»، ما زال بحالة جيدة حتى بعد أكثر من 65 سنة على وجوده تحت مياه البحر.


المصدر: دار الحياة