أعلى

 

مينا جرجس - القاهرة: دخلت العلاقات المصرية الروسية، مرحلة جديدة في أعقاب زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القاهرة، الاثنين الماضي، وإعلانه رسمياً عن قرب عودة الرحلات الجوية الروسية المباشرة إلى مصر، ثم استتبعها تصريحات لوزير النقل الروسي اليوم الجمعة، أعلن خلالها عودة الطيران بين الجانبين في النصف الأول من شهر فبراير/ شباط المقبل. وكشف وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف، أنه يمكن عودة الرحلات المنتظمة بين القاهرة وموسكو في النصف الأول من فبراير عام 2018، إذا لم تحدث أية حوادث سلبية، مضيفًا أنّه "يمكننا القول بثقة أنه في حالة عدم حدوث تغيرات أخرى في الأحداث والفعاليات السلبية، فإن الرحلات المنتظمة بين القاهرة وموسكو ستعود"، منوّهًا إلى أنّ "مطار القاهرة يلبي جميع متطلبات أمن الطيران، إلا أن مطارات الغردقة وشرم الشيخ لا يزال أمامها عمل لاستئناف الرحلات الجوية".  ويوقع وزير النقل الروسي، بروتوكول استئناف الرحلات الجوية إلى مصر في موسكو، بحضور وزير الطيران المدني المصري شريف فتحي، والتي من المقرر أن تسير الرحلة الأولى في أوائل فبراير/ شباط المقبل إلى مطار القاهرة الدولي، على الخطوط الجوية الروسية "إيرفلوت"، ومن المقرر أن يلتقي وزير الطيران المصري، المهندس شريف فتحي، وزير النقل الروسي وعدد من المسؤولين، لبحث استئناف عودة الرحلات في ظل ما تشهده المطارات المصرية من تطبيق لأعلى معدلات الأمن والسلامة، والتي أشادت بها عدة جهات دول وهيئات عالمية تعمل في مجال الطيران.

 

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارته إلى مصر، الاثنين الماضي، إنه ناقش مع السيسي ملف السياحة، مشيرا إلى أن النظام المصري بذل مجهودًا جبارا من أجل رفع مستوى الأمن بمطاراته في الفترة التي أعقبت انفجار الطائرة الروسية قبل نحو عامين، واستكمل، أن وكالة الأمن الفيدرالي الروسية قدمت له تقريرًا، جاء فيه بأن الأمن الروسي مستعد لفتح الطيران بين موسكو والقاهرة، لافتًا إلى أنه سيتم التوقيع على البروتوكول الحكومي الخاص بهذا الملف في أقرب وقت، وفي 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، أعلن نائب وزير النقل الروسي فاليري أوكولوف، أن العملية التفاوضية بين بلاده ومصر بشأن استئناف الرحلات الجوية عالقة، وفي 17 فبراير/ شباط 2017، أعلنت الحكومة الروسية، أنها صادقت على بروتوكول التعاون في مجال أمن الطيران المدني بين مصر وروسيا، مؤكدة أن موعد استئناف الحركة الجوية بين البلدين يعتمد على تنفيذ القاهرة للتوصيات، التي قدمتها موسكو في هذا الشأن.

 

وفي 19 يناير/ كانون الثاني 2017، عاد الخبراء الروس من مصر بعد عملية التفتيش في مطاري الغردقة وشرم الشيخ، وسيجري إعداد تقرير للحكومة الروسية حول نتائج التفتيش، وسبق ذلك إعلان وزير النقل الروسي في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2016، أن الرحلات الجوية المنتظمة إلى القاهرة يمكن أن تستأنف بداية من يناير 2017، وأشار الوزير الروسي إلى أن هذا القرار يعود في النهاية للقيادة الروسية، وعن عودة الطيران الروسي المرتقبة إلى مصر في ضوء الزيارة التي يقوم بها وزير الطيران المدني شريف فتحي إلى موسكو، وصف وزير الخارجية المصري، سامح شكري ذلك بأنها خطوات تنفيذية لإجراءات تم اتخاذها خلال الفترة الماضية بالتعاون مع الأصدقاء في روسيا في إطار تعزيز الإمكانيات المصرية ورفع الكفاءات والقدرات الخاصة بإدارة وتأمين المطارات المصرية، مشيرا إلى أن الاتفاق بين الطرفين يعزز ويرسخ هذا التعاون ويضعه في إطار قانوني.

 

وأعرب شكري عن أمله في أن يترتب على تلك الخطوات والإجراءات استئناف الطيران المباشر بين العاصمتين، بل وإلى المقاصد السياحية وعودة كثافة السياحة الروسية المهمة للاقتصاد المصري وأيضا للسائحين الروس والشركات الروسية العاملة في هذا الإطار، وقال مصدر مسؤول في وزارة السياحة المصرية لـ"مصر اليوم"، إنه سيتم إطلاق حملة ترويجية كبيرة داخل السوق الروسية بمجرد إعلان موسكو رسمياً استئناف رحلاتها الجوية إلى مصر، موضحاً أن الحملة ستشتمل على إعلانات في أهم الميادين الروسية ودعاية تليفزيونية وإلكترونية مكثفة عبر وسائل التواصل الاجتماعى، إضافة إلى حملة علاقات عامة لتحسين الصورة الذهنية لمصر لدى السائح الروسي، لافتاً إلى أن مجلس إدارة هيئة التنشيط السياحي (إحدى الهيئات التابعة للوزارة) اعتمد تفاصيل الحملة داخل السوق الروسية في يوليو/ تموز الماضي، ويتم تحديثها باستمرار لكي تكون جاهزة فور استئناف الرحلات رسمياً بين البلدين.

 

وقال عضو مجلس الأعمال المصري الروسي، الدكتور مصطفى خليل، إن قدوم السياح الروس إلى مصر سيكون تدريجياً خلال الـ6 أشهر الأولى من استئناف الرحلات، بعدها ستعود معدلات الحركة إلى وضعها الطبيعي، متوقعاً أن تبدأ روسيا فور صدور قرار استئناف الرحلات إلى مصر في تسيير رحلات إلى مطار القاهرة، يليها بعد ذلك تسيير رحلات إلى مطاري الغردقة وشرم الشيخ، منوّهًا إلى أن عودة الحركة السياحية من روسيا إلى مصر، ستسهم أيضاً في انتعاش السياحة الثقافية والأثرية بالصعيد، وترفع نسب الإشغال في فنادق الأقصر وأسوان، حيث أن أعداداً كبيرة من السياح الروس تذهب في رحلات يومية من الغردقة، لمشاهدة آثار الحضارة المصرية القديمة في الصعيد، وأن صناعة السياحة تأثرت بشدة نظراً لتوقف تدفق السياح الروس إلى مصر، خاصة أن السوق الروسية هي الأولى في تصدير الحركة السياحية إلى البلاد خلال السنوات الماضية، حيث تخطت أعداد السياح الروس الذين زاروا مصر عام 2015 حاجز الـ3 ملايين سائح.

 

المصدر: المغرب اليوم