أعلى

 

ربما نسأل أنفسنا لماذا نصعد للطائرات من الجهة اليسرى دون اليمنى؟  كتب طيَّارٌ سابق بسلاح الجو الأمريكي على موقع كورا: "كانت المطارات الأولى مُعدَّةً لتهبط الطائرات أمام الصالات وتتوقف لينزل الركاب منها. كان هذا مفيداً للطيَّارين ليتمكنوا من تحديد المسافة بين جناح الطائرة وصالة الوصول، ومحاذاة أبواب الطائرة مع أبواب الصالة. وبعض الطائرات الأولى كان بها أبواب في الجهة اليمنى من مقصورة الركاب، ولكن كانت الغلبة في النهاية لمجال رؤية الطيَّار". وأضاف: "في بعض المطارات، يمكن أن يوضع درج الهبوط في المقدمة أو بعد الأبواب، ولكن لتجنب الركاب الذين يتجولون في المطار، أصبح صعود الركاب للطائرة وهبوطهم منها يجري دائماً من الجانب نفسه (والذي عادةً ما يكون الجانب الأيسر)".وتابع: "وأيضاً لأسبابٍ تتعلق بالسلامة، تُحصَر حركة الركاب في جانبٍ واحد بينما تُزوَّد الطائرة بالوقود من الجانب الآخر. وكذلك من المفيد تحميل الحقائب وحمولة الطائرة من الاتجاه المعاكس لحركة الركاب والجسر أو الدرج الذي يستخدمونه للصعود والهبوط من الطائرة". ومن بين الشركات التي تقوم بتصميم أبواب الركاب على الجهة اليسرى: بوينج، إيرباص، بومباردييه.  ولتصميم الباب على الجهة اليسرى خلفية تاريخية، وأسباب عديدة. فأول من بدأ بهذا الاتجاه هم الفايكنج، فقد قاموا ببناء دفة القيادة في سفنهم في الجهة اليمنى، ما يعني أن المنفذ أو الباب سيكون من الجهة اليسرى، وهي الجهة التي سيتم رسو السفينة عليها، لتعبئة حمولة معينة أو تفريغها. وقد كانت السفن شيئًا أساسيًا في مجتمع الفايكنج، لذلك كان هناك اهتمام بالتفاصيل. وقد كان الهدف من رحلاتهم البحرية التجارة، والاستكشاف، وأيضًا الإغارة. وقد وصلوا برحلاتهم إلى المناطق الإسكندنافية، وجرينلاند، والبحر الأبيض المتوسط، وأفريقيا، وكندا. وهناك سبب آخر لوجود باب الطائرة في الجهة اليسرى، فقد كانت الطبقة الأرستقراطية والجنود يمتطون خيولهم من الجهة اليسرى، حيث كان من الأسهل الاعتماد على الساق اليمنى في عملية الركوب. وسبب آخر يتعلق بالقاذفات التي استُخدمت في الحرب العالمية الأولى، حيث كانت الدعائم المعدنية التي تساعد على الصعود موجودة على الجهة اليسرى، ثم أصبح هذا الأمر المعيار لجميع الطائرات. يتم تزويد الطائرات بالوقود من الجهة اليمنى، وبالتالي فمن غير الآمن أن يكون مرور الركاب وركوبهم من تلك الجهة، فهذا يساعد طاقم العمل إتمام عمله دون أي تشويش. ومع بروز عمليات الجسر الجوي فقد كانت الجهة اليسرى هي الأكثر تفضيلًا وسهولة على قبطان الطائرة، حيث إن مكان جلوسه في الجهة اليسرى أيضًا.

 

المصدر: العرب