أعلى

 

يأتي عيد الحلويات المعروف باسم Şeker Bayramı في تركيا في اليوم الأول من شهر شوّال وفقًا للتقويم الإسلامي الهجري مختتمًا شهر رمضان الشاق وخاصة هذا العام الذي بدأ فيه الشهر مع بداية فصل الصيف. كما يعد عيد الفطر في تركيا حدثًا استثنائيًا للأتراك ولزوّارهم القادمين من الخارج. وتشهد تركيا هذا العام تجددًا في التقاليد والعادات القديمة التي مارسها الناس على مدى قرون والتي ستضفي على الاحتفال بهذا العيد طابعًا أكثر تميزًا. نتوقع هذا العام عودة الاستمتاع بحمّام بيرام هامامي التركي غير المشهور، حيث يتجه الناس إلى الحمامات في الصباح الباكر من عيد الفطر. ولايزال هذا التقليد موجودًا منذ أمد بعيد ومتأصلاً في العقيدة الإسلامية الداعية إلى الطهارة. ويعد تنظيف المنزل وشراء الملابس الجديدة من التقاليد المتبعة قبل أسبوع واحد من العيد. ولا يقتصر التقليد على نظافة المنازل بل أيضًا على نظافة القلوب وذلك بحل أي نزاع واقع بين العائلات والأصدقاء. أما بالنسبة للأبناء والبنات والأحفاد فهم ينتظرون العيد بفارغ الصبر لما يحمله لهم من هدايا ومفاجآت. وتكون الهدايا على شكل نقود أو عملات ذهبية يلفها الكبار في منديل له تجويف كبير كافٍ لتخبئة النقود أو أي هدية صغيرة أخرى. ويحدث هذا التقليد عادةً خلال الزيارات العائلية في أول يوم من العيد. كما وتعد زيارة المقابر التي تضم رفات الأقارب والأحبة أيضًا من بين العادات المتبعة في العيد. يعطي الناس في تركيا الصدقات خلال أخر أيام شهر رمضان المبارك لمساعدة الأشخاص الأقل حظًا أيضًا على الاستمتاع بالعيد. ويتم التبرع بالصدقات سرًا حفاظًا على كرامة المتبرع لهم. وبالطبع، يحظى الطعام باهتمام كبير خلال هذه الاحتفالات وهو يتطلب يومًا كاملاً من التجهيز. كما ينتظر الرجال عند عودتهم إلى المنزل من صلاة العيد في الصباح الباكر إفطار العيد الشهي. وقد تعد النساء وجبة الغداء للعائلة بالكامل حيث يجتمعون جميعًا حول الطاولة ويتناولون أول غداءٍ لهم منذ 30 يوم. وتكون الحلويات والمعجنات اللذيذة موزعة في صحون صغيرة. ويتبع الوجبة الرئيسية، البقلاوة المعدة في المنزل والمخبوزة بشكل تقليدي بأفران يستخدم فيها الخشب لإشعال النار. إذ يمتلك العديد من الأتراك مثل هذه الأفران في حدائقهم أو على الأسطح حيث تقوم الأمهات والعمات بالإعداد الكامل للحلويات اللذيذة. أما أولئك اللذين لا يمتلكون فرن في منزلهم، فيمكنهم الذهاب إلى المخابز الموجودة في الحي والتي تعمل لأوقات متأخرة خلال أخر يوم في رمضان لتلبية طلبات زبائنها. أما للذين يبحثون على طرق بعيدة قليلاً عن التقاليد للاحتفال بالعيد، تقدم تركيا مجموعة واسعة من التجارب التاريخية وأماكن في الهواء الطلق فضلاً عن إمكانية المغامرة.