أعلى

 

سبق - خالد خليل: أعلنت شركة السكك الحديدية الصينية في بداية عام 2017م، انطلاق أولى رحلات قطار طريق الحرير الجديد من مدينة ييوو الواقعة قرب شنغهاي، لمسافة 7500 ميل من السكك الحديدية حتى أعتاب أكبر عواصم أوروبا، في رحلة تستغرق 16 يوماً. وقالت مجلة Foreign Policy الأميركية، إن خط "ييوو - لندن" يهدف إلى إعادة بناء طريق تجارة الحرير الذي كان يصل الصين بآسيا الوسطى والشرق الأوسط وأوروبا. وهناك أسماء كثيرة لمشروع الصين الواصل آسيا بأوروبا عبر قلب طريق الحرير، منها "مبادرة الحزام والطريق"، وتقوم الفكرة على تسهيل التجارة والسياحة مع 65 بلداً تمثل 60 % من سكان العالم. وخصّصت البنوك الحكومية الصينية مبلغ 250 مليار دولار نفقات للنقل والبناء والبنى التحتية للمشروع، وعندما يتكامل المشروع وينضج، فإن حجم استثمارات مشروع "حزام واحد، طريق واحد" سيبلغ أربعة تريليونات دولار، وذلك بحسب تقرير أعدّه معهد بيترسون للاقتصاد العالمي. يُتوقع أن يسهم طريق الحرير الجديد في إنعاش سياحي ضخم في الدول التي يمر بها القطار؛ إذ يُتوقع خروج ملايين من الصينيين للسياحة في الدول الـ 65 الآسيوية أو الأوروبية، وخاصة لندن، التي تعد من أكبر اقتصادات العالم، وذات حجم واردات يبلغ 663 مليار دولار عام 2014.

 

وفي السنوات الأخيرة، زادت الصين من استثماراتها في قطاعات الصناعة والطاقة والسياحة، ولقيت حتى الآن كل الترحيب والمعاملة المرحبة من طرف القادة البريطانيين الذين فردوا السجادة الحمراء للصين طمعاً في الولوج إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وبعد خروجها من أوروبا وترائي شبح خسارة امتيازاتها التجارية مع أوروبا يلوح في الأفق، ستزداد لهفة بريطانيا أكثر كي تعمّق علاقاتها التجارية مع بكين. وجعل الرئيس الصيني زي جين بينغ؛ من استثمار السكك الحديدية أولوية كبرى، حيث تقول "بلومبيرغ الاقتصادية": إن المشروع ضخ 503 مليارات دولار في سبيل توسيع كل نظام سكك الحديد الوطنية مع حلول عام 2020 بغية الوصول إلى أسواق صادراته الجديدة. وعلى الطرف الآخر؛ حيث تسلّم البضاعة وإفراغ الحمولة وسط حالة ترقب وتلهف إزاء ما قد يحمله ويقدمه القطار الجديد من خدمات، خاصة في زوايا أوروبا التي مازالت تعاني وطأة اقتصادية ثقيلة وتحتاج إلى استثمارات سخية في النقل والطاقة وغيرهما.