أعلى

 

الرأي الكويتية - من عمر العلاس: |عادت إسطنبول بشموخها وعزتها، بسحرها الشرقي وعبقه، لتستقبل زوارها وتفتح ذراعيها للتمتع بجمالها بعد محاولة 15 يوليو الانقلابية الفاشلة... عادت الطرق والساحات والفنادق والمطاعم والآثار والمزارات والمولات والمتاحف، تستقبل زوارها من مختلف أرجاء المعمورة... إنها إسطنبول، الماضي التاريخي بألقه وتألقه في المعاصر... المدينة التي لا تهدأ ولا تكل أو تمل، والتي قال عنها نابليون بونابرت يوماً «لو كان العالم كله دولة واحدة، لكانت إسطنبول عاصمتها». عادت إسطنبول إلى طبيعتها في وقت قياسي، بوجود مواطن يعشق تراب وطنه، ويعمل على المحافظة عليه، ويضحي بدمائه لأجله... إنها إرادة المواطن التركي التي حولت العاصمة الاقتصادية لتركيا، إلى احد أهم مراكز التجارة والاقتصاد والممرات الإستراتيجية في العالم... ستظل اسطنبول بمعالمها ومآثرها وشواهدها، المدينة التي يحن إليها دوماً، قلب زائرها. اسطنبول كانت الوجهة الاولى للوفد الإعلامي من الكويت، والتي استمرت على مدى 4 ايام، تخلل اليوم الاول منها، زيارة لأكاديمية تدريب الطيران للخطوط الجوية التركية التي تأسست العام 1998، والتي تتمتع في الوقت الحالي بأعلى مستويات الاحترافية في التدريب بما يتوافر لها من أحدث التقنيات، والتي تقدم للطلاب الدارسين فيها من داخل تركيا او خارجها، فرصا تدريبية ومحاكاة لواقع قيادة الطائرات بمختلف أنواعها، وفقا لأحدث النظم والقواعد والمعايير الدولية للطيران.

 

ومن أكاديمية التدريب الى مقر الخطوط الجوية التركية حيث كنا على الموعد مع المؤتمر الصحافي لرئيس مجلس ادارة الخطوط الجوية يلكر أيسي، والذي أكد استطاعتها العودة بكامل طاقتها وانتظام كل رحلاتها خلال يومين من بعد أحداث 15 يوليو الماضي، مشيدا بما أنجزته الخطوط التركية خلال ساعات بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة. مدير الخطوط الجوية التركية الذي ندّد خلال حديثه بمواقف بعض الدول الغربية، أشار من جهة اخرى الى ان مطار «غراند اسطنبول» والذي يجري إنشاؤه تم التخطيط له ليكون أكبر مطار في أوروبا والعالم، وأن سعته ستصل الى 150 مليون مسافر سنوياً، وإن من شأنه تخفيف الضغط عن مطارات اسطنبول الاخرى والتي تستوعب أكثر من 70 مليون مسافر. تختتم مع نهاية المؤتمر فعاليات اليوم الاول من الرحلة، ليكون الوفد في اليوم الثاني على موعد مع زيارة أشهر وأهم تلال المدينة، تشامليجا، الواقعة في الجزء الآسيوي من إسطنبول أو ما يسمى بالعربية «تلة العرائس». وسميت بهذا الاسم لان معظم العرائس بفساتين الزفاف، يقصدنها لأخذ الصور التذكارية، مع أقاربهن وأحبابهن، لتبقى ذكرى خالدة. كما ان التلة التي يتغنى بجمالها الشعراء، يقصدها الكثيرون هرباً من ضغوطات الحياة، للراحة ولإطلالتها الفريدة على الممرات المائية الرئيسية، مثل جسر البوسفور على البحر الأسود، وجزر الأميرات على بحر مرمرة، وشبه جزيرة امينونو التاريخية، وغيرها من معالم اسطنبول، التي احتلت المرتبة الأولى في فئة «أفضل وجهة للسياحة» ضمن مسابقة نظمتها مجلة تشيلسي مونثلي «Chelsea Monthly» التي تصدر في إنكلترا، حيث جاء الترتيب على النحو التالي: إسطنبول، جزيرة موريشيوس، طوكيو، بانكوك، كيب تاون، براغ، سيدني، شنغهاي، برمودا.

 

ومن تلة العرائس إلى العبّارة السياحية وجولة فوق مياه خليج البوسفور التي ما كان عليك فيها الا ان تخلد الى نفسك لتتأمل جمال طبيعة تتمازج مع مبانٍ تاريخية لامبراطوريات ثلاث، تعاقبت على حكم المدينة لتشكل لوحة لا يمل البصر رؤيتها، ولتستمتع بمياه البوسفور وملامح الإبداع الهندسي والتشكيلات الفنية المعمارية للإنسان التركي... يمر الوقت من دون ان نشعر به. لنستقل بعد ذلك الحافلة الى جامع السلطان أحمد أو الجامع الأزرق الذي يعد معلماً من معالم العمارة الإسلامية بمآذنه الست التي تسر الناظرين، وأروقته الأربعة وأعمدته وقبته الفخمة التي أراد لها السلطان أحمد أن تزيد على قبة كاتدرائية آيا صوفيا حينذاك. فالمسجد بمختلف مكوناته يمثل قمة الجمال والإبداع في التصميم والزخارف.ومن إسطنبول إلى أوردو، عاصمة البندق، أو كما تلقب بـ «لؤلؤة البحر الأسود» و«أرض الهدوء» و«مدينة الأوكسجين»... تلك المدينة الخلابة، التي تتعانق فيها مظاهر الجمال لتأسر قلب زائرها، من لحظة وصوله الى مطار أوردو -غيرسون، الذي شيد على جزيرة اصطناعية داخل البحر، ليكون الثالث من نوعه على مستوى العالم. فما إن تخرج منه حتى تشاهد إبداع الخالق للوحات فنية تشكلها وتجسدها سلسلة جبال وتلال وشواطئ وشلالات وبحيرات. المدينة البهية بصفائها، لا ريب أنها باتت الآن المكان الأمثل لمحبي وعشاق الطبيعة والاستجمام، فكل مكونات جمال الطبيعة اجتمعت في أوردو، لتصبح الخيار الأول للباحثين عن الهدوء خلال وقت قريب مع تسارع الاهتمام بتطوير مرافقها التي شهدت وتشهد استمرار عمليات التطوير والتحسين لبنيتها السياحية. هي بلا شك ملاذ لكل من يبحث عن قضاء أجمل الأوقات بين أحضان الطبيعة وعلى قمم شمباشي وفاستا وبارشمبا وأيباستا وأكوش وأونيا... وغيرها.

 

اليوم الأخير مضى سريعاً، وتخللته زيارة لأحد الشلالات ومزارع الفراولة واستكمال الجولة بين أحضان الطبيعة الخلابة التي تزيد المدينة بهاء وجمالا، فحقا صدق من قال «من زار تركيا ولم يزر أوردو، فلا زيارة له». وكان الوفد الاعلامي، انتقل مباشرة بعد انتهاء اجراءاته في المطار، بالسيارة، في مسيرة استمرت نحو ثلاث ساعات وسط الجبال المكسوة بأشجار البندق والصنوبر وعلى ارتفاع نحو 2000 متر على سطح البحر، الى منتجع كامباسي السياحي، الراقي، البعيد عن هموم المدنية والذي يقدم لزائره خدمات، لن ينساها ابداً.


مشاهدات من الرحلة / عاصمة البندق

تشتهر مدينة أوردو بزراعة أشجار البندق التي تنسج سجادة خضراء تغطي السهول والجبال، بانتاح وتصدير يبلغ ثلث الانتاج العالمي، لذا أطلق عليها عاصمة البندق، والتي تقيم لمنتجها الأشهر مهرجانات سنوية في شهر سبتمبر من كل عام.


مدينة الـ 100 شلال

حبا الله تلك البقعة الساحرة بكثير من الجداول المائية والشلالات التي قد يصل عددها إلى أكثر من مئة شلال، أشهرها شلالات جيسالي، وقدينجيك وشلال أوهداميس الذي يبلغ ارتفاعه نحو 30 متراً، ليكون أعلى شلال في منطقة البحرالأسود.


ثالث مطار وسط مياه البحر

دخلت أوردو التصنيف العالمي كثالث مدينة يشيد مطارها «أوردو - غيرسون» داخل البحر على جزيرة اصطناعية في وسط مياه البحر الأسود، نظرا لتضاريس المنطقة التي لا تناسب انشاءه داخل المدينة.


زيارة البازار المصري

حرص بعض اعضاء الوفد على زيارة البازار المصري، وهو من أشهر الأسواق الشعبية والتاريخية في اسطنبول والذي تباع فيه التوابل والنباتات العلاجية والحلويات والأقمشة والاكسسوارات والفضّيات والتحف والهدايا والتذكارات


الخطوط التركية تواصل تطورها

تواصل الخطوط الجوية التركية التي أنشئت في العام 1933 بأسطول مكون من خمس طائرات، قصة نجاحها وتطورها لتضم الآن أسطولاً مكون من 309 طائرات متنوعة، بين طائرات ركاب وبضائع، وبعدد وجهات سفر بلغت 285 حول العالم إلى 236 مطاراً دولياً و49 مطاراً محلياً. ووفقاً لمسح مؤسسة «سكاي تراكس» لعام 2015، تم اختيار الخطوط الجوية التركية كأفضل شركة طيران في أوروبا للمرة الخامسة، وأفضل شركة طيران في جنوب أوروبا للمرة السابعة على التوالي.