أعلى


عالم الأسفار - محمود النشيط (إعلامي بحريني): في أحدث أخصائية للعام 2021 تسجل المملكة العربية السعودية وجود 193 متحف تتبع القطاع العام والخاص، وسجلت المنطقة الشرقية بعدد 30 بينما الرياض هي الأكثر 56 بعدها عسير 54 ومكة المكرمة 28 والقصيم 25 وهي مؤشرات على أن هذا القطاع يشهد نمواً كبير، واهتمام واسع. من جانب آخر حدد المجلس الدولي للمتاحف "الأيكوم" عام 1977 يوماً عالمياً للمتاحف يصادف 18 مايو، وتشهد هذه المناسبة تسليط الأضواء على دور المتاحف ورسالتها دون التغافل عن تبيان التحديات الكثيرة التي تعترض هذا القطاع خاصة في ظل الزيادة الكبيرة المسجلة في عام 2012 بوجود أكثر من 30 ألف متحف مسجل رسمي في 129 بلداً، وبلا شك زاد هذا العدد كثيراً الآن. نساند الجهات الرسمية ونشد على جهودها في تعزيز الأهمية برسالة المتاحف باعتبارها الذاكرة الحية للشعوب، ونحن نشهد الآن في بعض الدول وجود متاحف متخصصة بالمخطوطات، وأخرى بالسيارات الكلاسيكية، وجانب بالعملات، الطوابع، الأواني، الملبوسات وغيرها من المقتنيات المختلفة حتى أصبحت تجارة رابحة عند البعض تدفع في بعض المقتنيات أسعار خيالية جداً. رسالة إلى الجهات المعنية من أصحاب المتاحف الخاصة المهتمين بتنميتها من الاندثار والصمود أمام التحديات المطالبة بتكثيف الاهتمام أكثر فأكثر، وأن التاريخ السعودي بشكل خاص، والخليجي بشكل عام العريق يوجد في جميع المناطق، واهتمام عشاق المتاحف نابع من قناعاتهم بأن ما بدأ هواية سابقاً أصبح اليوم عند البعض وظيفة بل حتى تجارة نابعة من الولاء لكل شيء يحفظ رمزية هذه الأرض وما عليها من التشويه أو الاندثار والضياع، والمحافظة على أرث ثمين لا يقدر بثمن. المتابع للتطورات التي شهدتها المتاحف العالمية كان آخرها ما حدث في جمهورية مصر العربية التي أنفقت الملايين للاحتفال بنقل مومياوات ملكية في موكب مهيب على مسافة 7 كيلو متر من متحف التحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية الجديد بالقاهرة وكان في استقبالهم الرئيس المصري شخصياً، وبحضور رئيسا منظمة الأمم المتحدة (اليونسكو) ومنظمة السياحة العالمية وسط اهتمام إعلامي كبير تأكيداً لدور المتحف والسياحة في الدعم الاقتصادي. هذه المؤشرات تبين للرأي العام بأن المتاحف وجدت ليس فقط لاستقبال السياح لبضع ساعات تعرض عليهم النفائس والمقتنيات الأثرية الثمينة خلال زيارتهم للبلد، وإنما الرسالة التي تقدمها في كل بلد كبيرة وعظيمة، وإن الاهتمام بالمتاحف مهما اختلفت مساحتها والتقنيات المستخدمة فيها أو محتوياتها المختلفة ونذرتها تظل قيمتها الكبيرة لا تقدر بأي ثمن لأنها ثروة وطنية عزيزة على من سخر حياته لجمعها والحفاظ عليها طيلة كل هذه السنين أو توارثها جيلاً بعد جيل. الآن ونحن نشهد النمو في تأسيس المتاحف الشخصية، وتطوير المتاحف الوطنية لا سيما في دول مجلس التعاون الخليجي التي أخذت بالازدهار وتقديم المعلومة للزوار بمختلف اللغات باستخدامات كل أنواع التقنيات، بل حتى إمكانية زياراتها افتراضيا بعد ما فرضته أجواء الجائحة، نجدد الدعوة إلى مد يد العون والمساندة لها للصمود، وعدم الاندثار كما أندثر البعض منها بسبب التكلفة التشغيلية وعدم الاهتمام الرسمي بها من ناحية الدعم أو تسليط الضوء الإعلامي عليها مع العلم بأن الغالبية من هذه المتاحف ترحب بالزائرين مجاناً.