أعلى

 

 

بعد توقف النشاط السياحي في تونس كليّا بسبب تدابير الإغلاق التامّ لمكافحة فيروس كورونا المستجد، بدأت السلطات تفكر في كيفية إنقاذ الموسم السياحي والخروج بأخفّ الأضرار على هذا النشاط الحيوي للاقتصاد بفرض بروتوكول صحيّ والتعويل على السوق الداخلية. هذا ويبلغ عدد المصابين الإجمالي بفيروس كورونا المستجد في تونس حوالى 1035، وعدد الوفيات 45، وعلى إثر ذلك قدّرت السلطات التونسية الخسائر التي قد تلحق بالسياحة جرّاء الشلل التام الذي أصاب القطاع، بحدود ستة مليارات دينار أي ما يعادل مليارا يورو، وفقدان حوالى 400 ألف وظيفة. فيما قدمت وزارة السياحة تصوّر بروتوكول صحيّ ليتم اعتماده في إنعاش السياحة، يفصلّ تدابير تجهيز الفنادق من الجانب الصحي. ومن هذه التدابير، وجوب احترام التباعد بين الطاولات والمظلات على الشواطئ والمسابح، وتجنب التجمّعات سواء داخل الفندق أو خارجه. وسيُطالَب السائح بأن يجلب معه الى جانب الكريم الواقي من الشمس، سائلا مطهرّا يلازمه حيثما تنقل.

 

السياحة الأكثر تضرراً

وتتصدر السياحة القطاعات الأكثر تضرراً من تدابير الإغلاق المفروضة منذ آذار/مارس الفائت، وكانت قد بدأت تتعافى بعد سنوات من الاضطراب السياسي والأمني. ويرى خبراء أن بداية التعافي الجديد ستكون بحلول العام 2021، ليتمكن النشاط السياحي الذي يشغّل حوالى نصف مليون شخص ويساهم بحوالى 14% من الناتج الداخلي الخام، من النهوض من جديد. وشهدت السياحة في تونس منذ مطلع العقد الحالي والانتقال السياسي والديمقراطي ثلاث أزمات حولتها من قطاع داعم لاقتصاد الدولة الى هش يستدعي دعما متواصلا. وقالت المسؤولة بالديوان الوطني للسياحة فريال قظومي في مداخلة خلال نقاش عبر تقنية الفيديو “بدأنا نسجل مطلع العام الحالي تطوّرا بلغ 28% في العائدات المالية، ولكننا نتوقع خسائر بستة مليارات دينار… حقا الوضعية ستكون صعبة”، ويقول الخبير في المجال السياحي والتسويق الفندقي أنيس السويسي لوكالة فرانس برس إن الوضعية “كارثية ولا نعرف متى ستنتهي، لذلك يجب أن تتعايش السياحة مع كوفيد-19”. وأغلقت غالبية الفنادق والمنتجعات السياحية في البلاد أبوابها وتمّ تخصيص عدد قليل منها للحجر الصحيّ، وأصبحت المناطق السياحية أشبه بمدن أشباح، وقُدّرت خسائر وكالات السفر بحوالى 300 مليون دينار أي حوالى 100 مليون يورو.